فضاء حر

َأنْـتَ .. وَهُمْ

يمنات

ماجد الحجاجي

أنتَ تُعطيهمُ وهم يحرمونك
أنتَ تبنيهمُ وهم يهدمونك

تَـجْـبُـرُ الكسرَ في القلوب، وتكسو
جـدبَهـم خُـضْـرةً.. وهم يكسرونك

تشربُ الكأسُ من غنائك حتى
تَـرْتَـوي نَـشـوةً ..وهم يُعطشونك

تُحسنُ الظنَّ فيهمُ يا صديقي
وبصخر الظنون هم يرجمونك

شرُّهمْ صاعدٌ، وخيرُكَ يهمي
أنتَ تُحييهمُ..وهم يذبحونك

حينما كُنتَ تكتبُ النُّبلَ كانوا
بِـمِـدادٍ مُـشَـوَّهٍ يـكـتبـونـك

حينما كنتَ تثقبُ المجدَ.. كانوا
يا ابنَ أمّي بغدرهمْ يَــثْـقُـبـونـك

كلُّ مَنْ مرَّ كان ذئبًا عقورًا
تلتوي جائعا وهم يأكلونك

يسرقون الحياةَ منكَ بِلُؤْمٍ..
وإلى كلّ لذّةٍ يمتطونك

حاصروا كل نهدةٍ منكَ فاضتْ
وعلى كُلّ شـهـقَـةٍ يرصدونـك

يركضُ الوحشُ فيهمُ كيفَ ترجو
سيد العطر والنّدى يرحمونك؟!

كيف ترجو من السراب ارتشافًا
أيُّها الساذجُ الذي يخدعونك؟!

أنتَ كالوردِ عابقٌ وطريٌّ
أيُّها الوردُ مالهم يجرحونك؟!

لو كنتَ تافهًا وثريًّا
كانَ حتمًا عليهمُ يعبدونك

إنما أنتَ يا صديقي نبيٌّ
لستَ منهم، ولا هُمُو يشبهونك

يا مسيح الحروف أنتَ غريبٌ
ببلادٍ تودُّ لو أن تكونَك..!

لو تماديتَ في يقينِك..تُنْفى
أو على جذعِ كِذْبَةٍ يصلبونك

أنتَ كالنَّصِّ غامضًا وكثيفًا
لم تجد مسكنًا وهم يسكنونك

سوف تبقى على الفناءِ عَصِيًّا
وَسَيفنَى الهباءُ، مَن يجحدونك

كل هذا الفضاء صارَ صغيرًا
والوجود الكبيرُ قد صار دونك

لا كبيرًا سواك، نهرُ أغانٍ
أنتَ يا أنتَ، والورى يشربونك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520.

زر الذهاب إلى الأعلى